أوستال فلورا في العرائش، المغرب
أوستال فلورا (Hostal Flora) هو نزل تاريخي يقع في مدينة العرائش شمال المغرب. اشتهر هذا النزل بموقعه الفريد خارج مركز المدينة وأجوائه الهادئة، وكان لفترة طويلة يُعد من المعالم المميزة للحياة الاجتماعية في العرائش. في العقود الأخيرة تحول دوره ليصبح بشكل رئيسي قاعة لإقامة الحفلات والمناسبات، مع الاحتفاظ باسمه التاريخي الذي يرتبط بذكريات جميلة لدى سكان المدينة. في هذا المقال نستعرض جميع الجوانب المتعلقة بأوستال فلورا، بما في ذلك موقعه الجغرافي، تاريخه، مرافقه وخدماته، أسعاره (تاريخيًا وحديثًا إن أمكن)، تقييمات النزلاء، جودة الخدمة، ومدى قربه من المعالم السياحية ووسائل النقل، مع الإشارة إلى أي ميزات بارزة أو سلبيات ذُكرت حوله.
الموقع الجغرافي والقرب من المعالم
يقع أوستال فلورا في المدخل الجنوبي لمدينة العرائش على شارع عمر بن عبد العزيز المعروف بطريق الرباط، في منطقة كانت تاريخيًا محاطة بالغابات والأحراش. يبعد النزل بضعة كيلومترات عن وسط المدينة القديم وميناء العرائش، مما يمنحه موقعًا هادئًا بعيدًا نسبيًا عن صخب الأسواق والمدينة القديمة. كان أوستال فلورا في الماضي جوهرة مخبأة بين أشجار الأوكالبتوس الكثيفة التي أحاطت به، حيث وفر الموقع بيئة طبيعية منعزلة ومليئة بالهواء النقي. وعلى مقربة منه يقع ملعب سانتا باربرا التاريخي لكرة القدم، بالإضافة إلى قصر سابق كان مقرًا لحاكم المنطقة أيام الحماية الإسبانية.
من حيث القرب من المعالم السياحية، يحتاج الزائر إلى قيادة قصيرة أو ركوب سيارة أجرة للوصول إلى أبرز معالم العرائش. فمثلاً تبعد ساحة التحرير (ساحة إسبانيا سابقًا) وأسواق المدينة القديمة حوالي ٥-٧ دقائق بالسيارة، وكذلك ميناء العرائش والكورنيش. أما موقع آثار مدينة ليكسوس التاريخية الشهيرة فيقع على الضفة المقابلة لوادي لوكوس خارج المدينة، ويمكن الوصول إليه في نحو 15 دقيقة بالسيارة من موقع النزل. يوفر موقع أوستال فلورا ميزة الهدوء وسهولة صفّ السيارات، حيث يحتوي على ساحة خاصة لركن السيارات وكان يوفر حراسة لها لراحة النزلاء، وهي ميزة مهمة مقارنة ببعض الفنادق داخل أزقة المدينة القديمة.
جدير بالذكر أنه نتيجة الامتداد العمراني خلال العقود الماضية، تقلّصت المساحات الخضراء المحيطة بأوستال فلورا لتحل محلها أحياء سكنية حديثة البناء. فقد تحوّل "التerrain" المقابل للنزل الذي كان مليئًا بالأشجار إلى حي عمراني حديث يضم فللاً ومبانٍ سكنية. رغم أن هذا التطور وفّر مزيدًا من الخدمات الحضرية في المنطقة، إلا أنه أفقد الموقع بعضًا من عزلته الطبيعية التي ميّزته في الماضي.
تاريخ أوستال فلورا
يعود تاريخ أوستال فلورا إلى فترة الحماية الإسبانية على شمال المغرب (1912-1956) أو السنوات اللاحقة مباشرة للاستقلال. ورغم عدم توفر توثيق دقيق لتاريخ تأسيسه، تشير المستندات والصور القديمة إلى أن النزل كان موجودًا ومزدهرًا على الأقل منذ خمسينيات القرن العشرين. اسم "Hostal Flora" إسباني الأصل ويعني "نزل فلورا"، وربما سُمّي تيمنًا باسم سيدة أو شخصية (فلورا) أو إشارة للطبيعة المزدهرة حوله في ذلك الوقت.
في ذروة عصره، كان أوستال فلورا أكثر من مجرد نزل عادي؛ فقد كان قلبًا نابضًا للحياة الاجتماعية في العرائش. احتضن النزل العديد من المناسبات واللقاءات الاجتماعية، حيث احتفل الأزواج فيه بذكرى زواجهم ونظّمت العائلات ولائم مبهجة في قاعاته. وبفضل أجوائه الودية، أصبح مكانًا يجد فيه سكان المدينة وزوّارها ملاذًا للاسترخاء والهروب من صخب الحياة اليومية. تصف المصادر التاريخية أوستال فلورا بأنه "مكان ساحر ينضح بالود والضيافة، وكان بمثابة روح العرائش ذاتها"، مما يعكس مكانته الرمزية الكبيرة لدى أهالي المدينة.
امتاز النزل بتصميم معماري يجمع بين الطابع التقليدي واللمسات الكلاسيكية الأنيقة. التصميم الداخلي لأوستال فلورا كان بمثابة جوهرة معمارية بحد ذاته، حيث تميز بالأقواس الحجرية المتينة والأسقف ذات العوارض الخشبية المكشوفة، فضلًا عن نوافذ من الزجاج المعشّق الملوّن ألقت بأضواء وألوان جميلة على أرجاء المكان-. هذا التصميم أضفى على النزل جوًا دافئًا ومميزًا، وكان يعكس الذوق الرفيع لفترة بنائه. كما كانت تحيط بالمبنى حدائق أو مساحات خضراء صغيرة تزيد من جمال المكان وتوفّر إطلالة طبيعية للنزلاء الجالسين في الشرفة أو الفناء.
خلال فترة الستينات والسبعينات، استمر أوستال فلورا في كونه مقصدًا مفضلًا لسكان العرائش والزوار الإسبان والمغاربة على حد سواء. وتشير روايات بعض القدماء إلى أن النزل كان يديره شخص يُدعى "مولا" (Mula) خلال مرحلة ما، وربما كان له فضل في الحفاظ على شعبيته. كما لعب النزل دورًا في أحداث مهمة بذاكرة المدينة؛ فمثلاً عند وقوع زلزال خفيف في إحدى الليالي في خمسينات القرن الماضي، هرعت بعض العائلات لمغادرة منازلها والتوجّه إلى أوستال فلورا والمنتزهات المحيطة به طلبًا للأمان والمبيت المؤقت، مما يدل على الثقة التي أولتها الناس لهذا المكان كمأوى آمن.
مع مرور الزمن وتغير الأنماط السياحية، قلَّ الإقبال على أوستال فلورا كنزل للمبيت، خاصة مع ظهور خيارات إقامة أحدث داخل المدينة. وبحلول مطلع القرن الحادي والعشرين تراجع دوره كفندق. بيد أن اسمه بقي حاضرًا في ذاكرة المدينة، مما شجّع على إعادة توظيفه بدل إهماله. وفي عام 2019 تم تسجيل شركة جديدة لإدارة المكان تحت اسم "Hostal Zouitni" (أوستال الزويتني) بهدف تشغيل الموقع كقاعة حفلات ومناسبات بشكل رسمي. ومنذ ذلك الحين والنزل - بمبناه العريق - يُستخدم غالبًا لاستضافة حفلات الزفاف والمناسبات الاجتماعية، مع إمكانية توفير بعض خدمات الإقامة المحدودة إذا لزم الأمر (مثل إقامة العرسان أو الضيوف في غرف معينة عند الطلب). وهكذا استمر أوستال فلورا في أداء دور اجتماعي مهم وإن تغيرت وظيفته من نزل سياحي إلى فضاء للمناسبات.
المرافق والخدمات
الغرف والإقامة
عند النظر إلى أوستال فلورا كنزل، نجد أنه كان يوفّر عددًا من الغرف المخصصة للإقامة القصيرة. لم يكن النزل ضخمًا؛ كانت الغرف بسيطة لكنها مريحة وتؤمن للنزيل أساسيات الإقامة من سرير نظيف ومرافق مقبولة. لم يتجاوز عدد الغرف بضع عشرات على الأرجح، مما أضفى على المكان طابعًا حميميًا أشبه ببيت ضيافة. بعض الغرف احتوت على شرفات صغيرة مطلّة على الحديقة أو مشاهد للأشجار التي كانت تحيط بالمبنى.
توفرت في الغرف وسائل راحة أساسية بالنسبة لعصرها، مثل المراوح الهوائية وربما أجهزة تدفئة بسيطة في الشتاء. وكانت هناك دورات مياه مشتركة يخدم استخدامها جميع النزلاء في بعض الأجنحة، مع تخصيص وقت لتوفر الماء الساخن في الصباح. على سبيل المثال، تفيد تعليمات النزل القديمة بأن المياه الساخنة متاحة من الساعة 7:00 إلى 10:00 صباحًا يوميًا، في حين تعذّر استعمال الحمامات صباح الأحد بسبب انقطاع الكهرباء في تلك الفترة من الأسبوع (إشارة إلى ممارسات زمنية قديمة عندما كان التيار الكهربائي ينقطع مؤقتًا).
المطعم والمقصف
ضم أوستال فلورا مطعمًا وبارًا (مقهى) كان يُعد جزءًا لا يتجزأ من تجربة المكان. المطعم قدم أطباقًا محلية وعالمية بسيطة، وكان يُعرف بجودة أطباق السمك الطازج المتوفرة في مدينة ساحلية كالعرائش. كان الفطور متاحًا في أي وقت يريده النزيل على الطريقة القارية (خبز وزبدة ومربى مع القهوة أو الشاي). بل إن النزل تميز بخدمة تقديم القهوة أو الشاي في الغرف عند السابعة صباحًا لمن يرغب بذلك لإيقاظ لطيف. أما وجبات الغداء والعشاء فكانت تقدم في أوقات محددة؛ حيث يُقدّم الغداء حوالي الساعة 12:30 ظهرًا، والعشاء عند حوالي الساعة 7:30 مساء. وبعد الساعة 10 ليلًا تُغلق المطابخ للتنظيف والراحة.
كان مطعم أوستال فلورا أيضًا بمثابة ملتقى اجتماعي. تصف شهادات قديمة كيف أن أحاديث الصباح على موائد الإفطار كانت تنبض بالحيوية وتعكس الجو الدافئ الودّي الذي ساد المكان. النزلاء من مختلف الجنسيات والخلفيات يجتمعون على مائدة الطعام، يتبادلون أطراف الحديث وقصص السفر في جو أخوي. وقد ساعد الطاقم البشوش والخدمة الشخصية على تعزيز هذا الجو؛ فالعاملون يعرفون النزلاء بأسمائهم ويحرصون على تلبية طلباتهم بسرعة وبابتسامة دائمة.
إلى جانب المطعم، احتوى النزل على بار صغير أو ركن للمشروبات يقدّم المشروبات المنعشة والقهوة والشاي طيلة اليوم. كان هذا الركن مكانًا يستريح فيه المسافرون بعد يوم طويل، ويمكنهم فيه الاستمتاع بمشروب بجوار المدفأة في الشتاء أو تحت المروحة في الصيف. بعض الأمسيات، وخاصة في نهاية الأسبوع، تخللتها جلسات موسيقية هادئة أو حفلات صغيرة، ما جعل أوستال فلورا وجهة ترفيهية أيضًا لأهالي العرائش في تلك الفترة. وبالفعل، تشير مصادر تاريخية إلى أن أوستال فلورا ومعه النادي الفروسية (Club Hípica) كانا من أهم أماكن الترفيه والسهر لسكان العرائش خلال حقبة الخمسينات والستينات.
قاعة الحفلات والمرافق الحالية
في وضعه الحالي كقاعة مناسبات، يوفر أوستال فلورا فضاءً واسعًا مجهزًا لإقامة الأفراح وحفلات الخطوبة وغيرها من المناسبات الاجتماعية. القاعة مزوّدة بمنصة للعروسين ومكان للفرقة الموسيقية وأنظمة إضاءة وصوت حديثة تناسب أجواء الأعراس. هناك صالون كبير لاستقبال الضيوف وجلوسهم على موائد مستديرة تتسع لمئات الأشخاص، إلى جانب ساحات خارجية (إن وجدت) يمكن استغلالها في الصيف لحفلات الهواء الطلق. وتتعاقد إدارة القاعة مع متعهدي الحفلات وشركات تنظيم الأعراس لتقديم خدمة شاملة (الديكور، التصوير، الضيافة، إلخ).
بالإضافة إلى ذلك، لا يزال المبنى يضم بعض الغرف الفندقية في الطابق العلوي يُمكن تجهيزها عند الحاجة لإقامة العروسين أو بعض الضيوف القادمين من خارج المدينة. هذه الغرف تم تحديثها بشكل محدود للحفاظ على طابعها التقليدي مع توفير أساسيات الراحة الحديثة (مثل مكيف هواء أو ثلاجة صغيرة عند الطلب). وبهذا المعنى، يظل أوستال فلورا محافظًا على جوهر وظيفته كنُزل حتى لو كان تركيزه الأساسي اليوم على كونه قاعة احتفالات.
من مرافق المكان أيضًا وجود موقف سيارات خاص وواسع نسبياً نظرًا لموقعه خارج كثافة المدينة، مما يسهّل قدوم الضيوف بمركباتهم. تتوفر أيضًا مرافق صحية (دورات مياه) متعددة لخدمة أعداد كبيرة من الحضور أثناء الفعاليات، ويتم الاعتناء بنظافتها دوريًا خلال الحفل.
الأسعار
الأسعار التاريخية للغرف
يشتهر أوستال فلورا بأنه كان ذو أسعار اقتصادية في زمنه مقابل ما يقدمه من خدمات. تُظهر وثيقة مُصوّرة نادرة من منتصف القرن العشرين (حوالي 1950م) تفاصيل أسعار النزل وخدماته. وفقًا لهذه التسعيرة التاريخية، كان سعر الغرفة لليلة واحدة 3 دراهم لشخص واحد، و5 دراهم لشخصين في الغرفة. هذه الأسعار تشمل الخدمة والضرائب آنذاك، مما يشير إلى مدى معقولية التكلفة في ذلك الزمن. على سبيل المثال، كان تقديم الفطور القاري مشمولًا أو متاحًا بأسعار رمزية وفي أي وقت يرغب به النزيل، كما يمكن للنزيل طلب قهوة الصباح في سريره مقابل درهم واحد فقط. كانت تلك الأسعار تجعل أوستال فلورا بمتناول شريحة واسعة من المسافرين، من التجار وحتى موظفي الدولة والسياح، خصوصًا مقارنة بفنادق كبرى في مدن أخرى في تلك الحقبة.
من بنود ذلك الإعلان السعري القديم أيضًا شروط تتعلق بالإقامة: موعد إخلاء الغرف بحلول الساعة 12 ظهرًا في يوم المغادرة، وأن المطبخ يُغلق في الساعة 10 ليلًا فلا تتوفر وجبات بعد ذلك. كما نبّهت الإدارة النزلاء إلى إقفال النوافذ ذات المصاريع لتفادي دخول البعوض والذباب نظرًا للطبيعة الريفية حول النزل. وحرصت الإدارة على كسب رضا الزبائن عبر رسالة ودودة ذكرت فيها: "إذا أعجبتكم إقامتكم أخبروا أصدقاءكم، وإن كانت لديكم أي شكوى فأبلغونا بها"، في دلالة على اهتمامهم بجودة الخدمة وسمعة النزل.
الأسعار الحالية للخدمات
في الوقت الحاضر، وبعد تحول أوستال فلورا إلى قاعة حفلات، لا تُطبق هيكلة تسعير يومية للغرف كما في الماضي. بدلًا من ذلك، يتم تسعير حجز القاعة للمناسبات وفق باقات مختلفة تعتمد على نوع الحفل وعدد الضيوف والخدمات المطلوبة (مثل العشاء، الديكور، الفرقة الموسيقية، وغيرها). يتم تحديد الأسعار عادة بتواصل مباشر مع إدارة القاعة (المعروفة أيضًا باسم قاعة الحفلات أوستال فلورا)، حيث يقدم المسؤولون عرض أسعار مخصص لكل مناسبة بحسب احتياجات الزبون. وبشكل تقريبي، تتراوح كلفة حجز قاعة الأفراح في مدن مماثلة بين 10,000 إلى 20,000 درهم مغربي لحفل متوسط الحجم، لكن السعر الدقيق في أوستال فلورا قد يختلف تبعًا للموسم والخدمات.
أما بالنسبة لإمكانية الإقامة الفندقية المحدودة التي ما زالت متوفرة في المبنى، فهي عادة موجهة لخدمة ضيوف الحفلات ولا تتوفر للعموم بشكل دائم. في حال تطلّب الأمر حجز غرفة، يتم التنسيق مع الإدارة وقد تكون التكلفة رمزية أو مضمّنة ضمن باقة الحفل إذا كانت لغرض إقامة العرسان. لذلك، لا نجد أسعارًا معلنة للغرف عبر منصات الحجز المعروفة لعام 2025، نظرًا لكون النزل لم يعد يستقبل الحجوزات الفندقية الاعتيادية كسابق عهده.
تقييمات النزلاء وجودة الخدمة
نظرًا للتحول في وظيفة أوستال فلورا من نزل سياحي إلى قاعة حفلات، قلّت بشكل كبير التقييمات الحديثة على منصات الحجز والسفر. فلم يعد للنزل حضور كتجربة إقامة على مواقع مثل Booking.com أو Tripadvisor في السنوات الأخيرة، وبالتالي لا تتوفر تقييمات رقمية حديثة من النزلاء. حتى على صفحة فيسبوك الخاصة بالمكان، أُدرج أوستال فلورا كقاعة حفلات ولم يتلقَ تقييمات رقمية بعد (لا توجد نجوم تقييم ظاهرة),
مع ذلك، يمكن استشفاف مستوى جودة الخدمة ورضا العملاء من خلال أمرين: أولهما ذكريات وانطباعات الجيل القديم ممن عاصروا الفترة الذهبية للنزل، وثانيهما آراء الزبائن الحاليين الذين استخدموا القاعة في مناسباتهم. فعلى الصعيد التاريخي، يصف أهالي العرائش تجربة أوستال فلورا بكثير من الحنين؛ فقد اشتهر بحسن الاستقبال ودفء المعاملة مما جعل الزوار يشعرون وكأنهم بين أهلهم-. كانت الابتسامة والبشاشة سمة العاملين فيه، والخدمة سريعة وودية. ويُروى أن أجواء المودة والألفة سادت المكان لدرجة أن الزوار كانوا يعودون مرة بعد أخرى، بل ويوصون أصدقاءهم بالإقامة فيه. هذا الانطباع توارثته الأجيال؛ فلا يزال اسم أوستال فلورا يقترن في ذاكرة الكثيرين بالخدمة الأصيلة عالية الجودة التي قلّ نظيرها اليوم.
أما في الزمن الحالي، فالتقييمات غير الرسمية لقاعات الحفلات في العرائش - ومن ضمنها أوستال فلورا - إيجابية عمومًا. يُقدّر الزبائن سعة القاعة وتنظيمها وقدرة طاقمها على التعامل الاحترافي مع حفلات الزفاف الكبيرة. كما أن موقعها خارج زحمة وسط المدينة يمنح الحفلات خصوصية أكبر وضجيجًا أقل للمحيط، وهذا ما ذكره البعض كمزية عند المقارنة مع قاعات داخلية. وعلى منصات التواصل الاجتماعي، تُنشر أحيانًا صور وفيديوهات حفلات ناجحة أُقيمت في أوستال فلورا مع تعليقات ممتنة من العرسان وأهاليهم. من هذه التعليقات إشادة بجمال الديكور والخدمة الجيدة في تنسيق الحفل، بالإضافة إلى الثناء على تعاون إدارة القاعة في تحقيق رغبات الزبائن.
في المقابل، تكاد السلبيات الموثقة حول أوستال فلورا تكون نادرة. قد يكون من النقاط التي يمكن ذكرها أن موقعه البعيد نسبيًا عن المركز يتطلب وسيلة نقل للوصول إليه، مما قد لا يناسب بعض السياح لو كان لا يزال فندقًا. كذلك، بحكم كونه مبنى قديمًا، قد لا تتوفر فيه كل التسهيلات العصرية الموجودة في الفنادق الحديثة (مثل المصاعد أو مرافق منتجعية)، إلا أن هذا متوقع نظرًا لطبيعة المبنى التاريخية. وبالنسبة لكونه قاعة حفلات، فإن إقامة أي فعاليات موسيقية صاخبة تعني بعض الإزعاج لجيرانه المباشرين، لكن نظرًا لوقوعه في حي غير كثيف وربما ذو طابع فيلات، فإن هذا التأثير محدود.
خلاصات وميزات بارزة
يُعد أوستال فلورا في العرائش جزءًا لا يتجزأ من التراث الاجتماعي والعمراني للمدينة. فمن جهة، هو مبنى تاريخي شهد حقبة مهمة وربط بين ثقافات متعددة مرت على العرائش (الإسبانية والمغربية)، ومن جهة أخرى هو فضاء حيّ لا يزال يُستخدم ويفرح الناس تحت سقفه. يتميز أوستال فلورا اليوم بطابعه الكلاسيكي الأنيق الذي يضفي سحرًا خاصًا على حفلات الزفاف والمناسبات فيه. الكثيرون يرون أن إقامة حفل في هذه القاعة يحمل شيئًا من عبق الماضي الجميل.
رغم تغير وظيفته عبر السنين، نجح أوستال فلورا في الحفاظ على سمعة طيبة. نظافة المكان والعناية بتفاصيل الخدمة واضحة سواء في زمن النزل أو القاعة، فالإدارة تحرص على راحة الزبائن وتلبية طلباتهم. ويُمكن للراغبين في التعرف أكثر أو حجز القاعة التواصل عبر صفحة الفيسبوك الرسمية "Salle des fêtes Hostal Flora" التي يتم من خلالها نشر صور الفعاليات والتحديثات، أو الاتصال الهاتفي المباشر بالإدارة (رقم الهاتف متاح وهو 0606888502+). كما أن للقاعة حسابًا على إنستغرام حيث تُشارك صور الأعراس والمناسبات التي تقام فيها مما يعطي فكرة واضحة عن الأجواء والديكورات.
باختصار، يظل أوستال فلورا معلمًا يجمع بين الأصالة والتطور؛ فهو ذكرى حية من الماضي وفي الوقت نفسه يخدم الحاضر بمرفق عصري للمناسبات. يحمل جدرانه قصص عقودٍ خلت، وتصدح قاعاته اليوم بضحكات وأفراح جيل جديد. بذلك يستمر إرث أوستال فلورا مضيئًا في ذاكرة العرائش، شامخًا كأحد عناوين الضيافة والفرح في هذه المدينة الساحلية الجميلة.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire