في زاوية منسية من ذاكرة العرائش ، كان مقهى أطلس أشبه بصفحة مفتوحة على غروب صيفيّ لا ينتهي. هناك، بين همسات البحر التي يحملها النسيم من بعيد، وبين ضحكات الشباب المهاجرين العائدين من أوروبا، كانت الحكايات تُنسج في ليالي أطلس الطويلة.
كان هذا المقهى هو الملاذ الوحيد الذي يُفسح مجالاً للفتاة أن تجلس جنباً إلى جنب مع فتاها، في زمن كانت معظم المقاهي الأخرى حكراً على الرجال. وفي أمسيات الصيف، حين يزدحم المكان حتى تختلط الأصوات، كان الشباب يقفون في الخارج بانتظار كؤوس عصير البرتقال والليمون التي كان عمّال المقهى يقدّمونها بابتسامات عابرة عبر موقف السيارات.
وهناك، حيث كان أطلس يتحول ليلاً إلى مسرحٍ صغير لأحلام الشباب، كان القادمون من بعيد يعرضون سياراتهم اللامعة كرموزٍ لترفهم وحكاياتهم العائدة من شوارع لندن وباريس وأمستردام، حين لم تكن الهجرة إلى إسبانيا قد بدأت.
كان اليوم يبدأ على الشاطئ وينتهي في أطلس، في سهرات تمتد حتى ساعات الفجر الأولى، حيث تلتقي النظرات وتتشابك الأيدي في أجواء من الفرح العفوي. وفي قلب ذلك المقهى، لم يكن الأمر مجرد طاولات وكراسٍ، بل كان مسرحاً صغيراً لحكايات حبٍّ وصداقات ولحظات لا تُنسى.
هكذا ظل أطلس في ذاكرة العرائشيين مكاناً يروي قصة مدينة تتنفس بحرية بين الماضي والحاضر، حيث كان الحبّ واللقاءات جزءاً من نسيج ذاك المقهى الذي رحل وبقيت روحه تتردد في حكايات من عاشوه.
ولأن الذكريات لا تكتمل إلا بمشاركتها، ندعو كل من عاش لحظات في مقهى أطلس، أو ما زال يحمل في قلبه ذكرى عابرة من تلك الأيام، أن يشاركنا تعليقاً يحكي فيه عن ذكرياته في ذلك المقهى الساحر. وإن كانت لديكم معلومات إضافية، كأسماء بعض العاملين الذين صنعوا تلك الأجواء الخاصة، أو حكايات خاصة لم تُروَ بعد، فلتتفضلوا بمشاركتها معنا.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire