العرائش بين تمرد 17 يوليو 1936 وذكراه في 1937
شهدت مدينة العرائش (شمال المغرب في منطقة الحماية الإسبانية) انطلاقة مبكرة لأحداث الحرب الأهلية الإسبانية. في مساء 17 يوليو 1936 بدأت وحدات الجيش الإسباني في محمية المغرب تمردًا عسكريًا ضد الجمهورية الإسبانية، بتخطيط من الجنرال إميليو مولا ومشاركة جنرالات آخرين بينهم فرانسيسكو فرانكو.
شكّلت هذه التحركات البداية الفعلية للحرب، قبل يوم من اندلاعها في إسبانيا نفسها. وقد اعتبر فرانكو لاحقًا منطقة المغرب “حجر الزاوية للانتصار” نظرًا لأهميتها الاستراتيجية في تأمين قواته وانطلاق حملته.
كانت منطقة المحمية الإسبانية بعيدة عن رقابة حكومة مدريد المدنية وتتركز فيها قوات نخبة مُجرِّبة (“جيش إفريقيا”)، مما جعلها أرضًا مثالية للمتآمرين العسكريين. في العرائش تحديدًا، تأخر إعلان التمرد ساعات عن باقي مدن المحمية...
في الذكرى السنوية الأولى (يوليو 1937)، نظّمت سلطات فرانكو فعاليات احتفالية كبيرة في العرائش لإبراز “أمجاد” الانقلاب الوطني، من قدّاس رسمي إلى عروض عسكرية ومواكب رمزية...
كما اكتسبت العرائش أهمية رمزية لدى القوميين بوصفها إحدى المدن التي انطلقت منها “شرارة الإنقاذ الوطني”، فيما دفع بعض سكانها ثمنًا باهظًا بسبب القمع والإعدامات التي طالت معارضي الانقلاب.
وهكذا ظلّت ذكرى 17 يوليو 1936 وما تلاها فصلًا حاضرًا في تاريخ العرائش الحديث، يربط المدينة الصغيرة بواحدة من أعنف محطات إسبانيا المعاصرة.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire