mardi 29 avril 2025

أعمال العرائش وتقدّم غيلان... كوميديا من تأليف دييغو رودريغيث 1666

 أعمال العرائش وتقدّم غيلان تلخيص أدبي

في زمنٍ انطوى على ضباب الحروب وأهوال البحر، وعلى ضفاف المحيط الأطلسي، كانت العرائش مدينة يتنازعها التاريخ بين الهلال والصليب، بين صوت المؤذن وصرخة المدفع. هناك، كتب دييغو رودريغيث مونتيسينوس ملحمة ساخرة تروي حكاية حربٍ، لم تكن السيوف فيها أشد وقعًا من الغيرة، ولا الحصون أصلب من القلوب الخائنة.


🗡البداية: حين يُقاتل الغبار الغبار

تبدأ المسرحية على ضفاف قصر مغربي، حيث يجلس غيلان، أمير الجبال، بقامته المنتصبة وسيفه الدمشقي، بين زوجته أرلاخا التي تمثل النعومة المتخفية في دهاء، وابنة عمّه زليمة التي تحترق بصمت في انتظار وعدٍ خذله الزمن.

في لحظة عبثية، يدخل أرتورو، جندي إسباني هارب من جحيم الحامية داخل العرائش، ليصف المدينة بـ"جحيمٍ فيه الرغيف أغلى من الرصاص"، وجنودها يهيمون بين المجاعة والضرب، تحت سُخرة نظام عسكري فاسد.


التصعيد: عندما يشتعل الحب والبارود

يشتعل الحماس في قلب غيلان، وتبدأ التعبئة الكبرى لتحرير العرائش، مدفوعًا بخطابات مشتعلة من المبعوثين، تتغنّى بالمجد والجهاد والانتصار القريب. يهتف الرجال، وتُقرع الطبول، وتغلي الأمهات في القرى شوقًا للشهادة أو النصر.

لكن في خضم هذا الزخم، تُغرس خنجر الخيانة الأولى. فـأرلاخا، التي همّشها غيلان لحساب حبيبته الأخرى، تقرر الانتقام لا بالسلاح، بل بالكلمات. تكتب رسالة إلى قائد العرائش الإسباني دون خوان البرادو، تنذره بموعد الهجوم، وتغيّر مسار الحرب بصمت حبرها.


🏰 المواجهة: حين تنهار القلاع من الداخل

ينطلق غيلان نحو المدينة، واثقًا بالنصر، مُغشيًا عن الحقيقة التي تتسلل من بين جدران قصره. يقتحم الجنود الأسوار تحت جنح الظلام… لكنهم يجدون أنفسهم محاصرين داخل كمين، نُصب لهم بحكمة من قرأ الرسالة في العتمة.

في لحظة ذهول، يدرك غيلان أن الخيانة لم تأتِ من مدافع الإسبان… بل من بين ضلوعه. زوجته خانته… ولكن ليس مع رجل، بل مع الحقيقة.


💔 النهاية: مجدٌ محطم وضحكة ساخرة

ينهار غيلان، ليس على ركبتيه فحسب، بل في وجدانه. تتكسر سيوف الكبرياء، ويتلاشى حلم الانتصار كما يتلاشى الضباب في شمس الخيبة. أما أرتورو، ذاك الجندي المهرّج، فهو من يقف في النهاية، لا ليُقاتل، بل ليضحك. يضحك على الأمير، على الحرب، على الحب، على التاريخ… ويهمس للجمهور:

"ها أنا حيٌّ… لأنني لم أؤمن بشيء سوى الهروب."


📝 خلاصة المسرحية:

"أعمال العرائش" ليست فقط مسرحية عن حصار مدينة… بل عن حصار النفس.
هي حرب داخلية، حيث تنتصر الكلمات على المدافع، والخيانة على الجيوش، والمُهرّج على القائد.

إنها تراجيديا ترتدي قناع السخرية،
وتاريخ يكتبه المهزوم لا المنتصر،
وعبرة تقول لنا:

إن المدينة التي تسقط من الداخل، لا يُنقذها ألف جندي من الخارج.


🎭 أعمال العرائش وتقدّم غيلان

كوميديا من تأليف دييغو رودريغيث 1666


👥 الشخصيات

  • غ. - غيلان: ملك الجبال (زعيم مغربي متمرّد)
  • أر. - أرلاخا: زوجة غيلان
  • ز. - زليمة: سيدة مغربية نبيلة (ابنة عم غيلان)
  • مر. - مورو: اثنان من المغاربة النبلاء
  • أر. - أرتورو: جندي إسباني هزلي، كثير المزاح
  • ط. - طالبة: مغربي
  • جنود مغاربة
  • ألب. - دون خوان البارادو: قائد ميداني إسباني (Maestro de Campo)
  • سال. - دون دييغو سالثيدو: رقيب أول إسباني (Sargento Mayor)
  • قب. - قائدان إسبانيان
  • مع. - معاون
  • جنود إسبان

🎭 المسرحية تبدأ بمشهد داخل حديقة تحوي نافورة في الوسط، مفروشة بالسجاد والوسائد، حيث يظهر غيلان وزوجته أرلاخا، ومعهما زليمة، يجلسون على ضفاف النافورة.


 

 

🎭 الفصل الأول – المشهد الأول

🪷 المشهد في حديقة مزينة بنافورة ووسائد وسجاد. يظهر غيلان، زوجته أرلاخا، وزليمة النبيلة.

غيلان:
على ضفاف هذه النافورة،
كأسيرٍ هارب،
حريته كانت مُقيّدة
ببرد الشتاء القارس،
يجلس نور عيني، أرلاخا،
شمسُ أفريقيا،
ويتلقّى نسيمَ فافونيوس* العليل
هدايا من زهورٍ فريدة
تنبضُ على البساط
كزمردٍ أخضرٍ على وقع الريح،
وهكذا، في هذه البقعة الجميلة
البعيدة عن الزخرف والتكلّف،
نجلس.

فافونيوس (Favonio): إله النسيم الغربي العليل في الأساطير الرومانية

أرلاخا:
اجلسوا جميعًا، ولتصغوا
لصوت هذا الماء البلوري
ولتغريد الطيور
التي لا ندري أهي تغني حبًا
أم غيرةً،
غنّوا... لكن لا تغنوا عن الحب،
فهو لم يكن يومًا سيدًا
لقلبي أو لروحي.

(يدخل مغربي يحمل آلة موسيقية ويقول بلحن):
أيّتها السيدة الإلهية، أرلاخا،
بماذا تودّين أن نغني لكِ؟

أرلاخا:
غنّوا القسوة والغلظة.

غيلان:
يا لها من رغبة غريبة!
وأنتِ، أيتها الجميلة زليمة،
يا نور هذا النصف من العالم،
لِمَ أنتِ صامتة؟
أهو الحزن على تأخّر
زَلِين، ابن عمك، وابن أختي،
الذي أثقل غيابه قلبك؟
سيأتي ظافرًا،
وسيلتفّ ذراعيه حول عنقك،
وستكون غنيمته الكبرى
أنك له.

زليمة:
حتى لو توّج زَلِين جبينه
بغصن النصر،
فلن يحصل على ذراعيّ.
سيدي، إن عرضَ عليّ حبًا
فلن أبادله إلا ألمًا،
ففي ذلك من الحزن
ما يفوق أوراق غار أبولو.

أرلاخا:
كفى جدالًا، غنّوا.

غيلان:
يا للعجب!

الجوقة:
كما تأمرين يا سيدتي.

(ثم يغنون):

الجوقة:
تدور معركةٌ شرسة
تعلو فيها الأبواق، وتدقّ الطبول،
لقد هُزم المغربي
وتغني الحوريات:
إلى السلاح، إلى السلاح!
قد هاجمت الأقمار الأفريقية!
عاش المنتصر!
عاش مجد الإسباني!

غيلان (غاضبًا):
كفى!

زليمة:
دعهم يكملون، سيدي.

غيلان:
اخرجوا من هذه الحديقة!
لقد جلبت لي هذه الأصوات
نذير شؤم.

(يتبع ذلك دخول رسولين مغربيين يحملان أخبارًا خطيرة)

غيلان (بغضب):
الأرض تشتعل تحت قدمي،
وباسم سلطاني على العرائش،
الذي أتوق أن يكون لي قريبًا،
سأقبض على صولجانها بيدي،
وأرفع من شأن الهلال الذي أضعه،
مضيفًا له مزيدًا من المجد.

سأعاقب وقاحة العقول
التي تجرأت دون احترام
أن تُغضبني بهذا الغناء الساخر.

زليمة:
أنا أقدّر الجرأة،
فهي ثمرة فكري،
ولو شاء الله لكان ما غنّوه صحيحًا،
حتى يستكين زَلِين، المغرور المتكبّر،
ويخضع كبرياؤه لعظمة التواضع.

غيلان (صارخًا):
يا لتنافر النجوم! ما أقسى الحظ!

(تُقرع الطبول فجأة)

أرلاخا:
ما هذه الطبول؟!

غيلان:
لا شك أنها زَلِين،
الذي يأتي منتصرًا في موكبٍ عسكري،
ليزفّ إلينا أخبار النصر.

(يدخل المبعوثان المغربيان، بملامح جادة)

المبعوث الأول:
ماذا تفعل يا مولاي؟
وقد وصلنا خبر
أن قوى العالم تتقدّم نحونا،
ونراك منشغلًا بالأفراح والملذات،
ناسيًا كبرياءك!

دع عنك هذه التسلية،
فملكٌ مغرور
قاد جيوشًا ضخمة
ليجردك من نعمةٍ
وهبها لك السماء.

لقد سمح لك النبي الأعظم
أن تكون سيدًا مطلقًا
لهذه الجبال وهذا النصف من العالم،
فالكل ينحني لك طاعةً وخضوعًا.

المبعوث الثاني:
ما نفع الكبرياء الآن؟
لقد حان وقت الحرب!
عليك أن تنتزع العرائش
من أيدي هؤلاء الكفار،
فاحتلالهم لها
وصمة عار في مجدك،
كيف تقبل أن يُقتل
هذا العدد من المسلمين
في كل مرة نهجم فيها
على أراضيهم؟

المبعوث الأول:
أليس لديك عشرون ألف فارس
من أمهر الفرسان،
يبدون وكأنهم
يتسابقون مع الريح في سرعتهم؟

المبعوث الثاني:
أليست هذه الجبال
تمدّك بثلاثين ألف رامٍ بالبندقية،
كلّهم متطوعون،
يتمنّون، كل لحظة،
أن يشربوا دماء النصارى؟
فهذا هو أقصى ما يتمنونه!

المبعوث الأول:
أما "القصر الكبير"،
فيوفّر لك عشرين ألف رجل،
كلّهم شجعان متمرّسون،
حتى إنهم يشبهون الإسبان
في دهائهم ومهارتهم في القتال!

المبعوث الثاني:
أما "العرائش"، فهؤلاء الجهلة البسطاء
ينهالون على الحقول
بأعداد لا تُحصى،
رجالٌ يحملون الهراوات ويصرخون،
قادرون على إخافة العالم،
بل حتى إخافة جهنّم نفسها!

المبعوث الأول (بصوت حماسي):
مما تخاف إذن؟
هيا يا مولاي، أعلن التعبئة!
انزل فورًا
واسترجع هذه المدينة،
فإذا فعلت، سنجعل منك ملكًا،
وستنال المجد والتاج والكرامة.

المبعوث الثاني:
ستكون أراضيك في أمان.

المبعوث الأول:
وستصبح أنت الحاكم الشرعي لها.

المبعوث الثاني:
ومن ذا الذي يستطيع هزيمتك،
ولو اجتمع عليك العالم كلّه؟

المبعوث الأول:
أما سمعت صرخات آلاف الأرامل
اللواتي قُتل أزواجهن
على أيدي هؤلاء النصارى؟
إن الله نفسه قد غضب لذلك!

المبعوث الثاني:
تذكّر ذلك القارب
الذي أسروه!
أما رأيت ماذا فعل هؤلاء الكلاب من النصارى؟
ألست تذكر، يا مولاي؟
أنت تعرف جيدًا
المصائب التي لحقت بك
منهم في ساحة القتال!


غيلان (ينفجر غاضبًا):
كفى! لا تذكّروني بالمزيد!
إن نيران الغضب
تثور في داخلي
كأنها بركان!
اضربوا الطبول!
اضربوا الطبول!

فلو استللت سيفي الدمشقي،
لرأى العالم
العناصر كلها
تنحني تحت قدمي!

الجوقة (تهتف):
عاش البطل العظيم... غيلان!

🎭 المشهد: وصول أرتورو أمام غيلان

طالب (ضابط مغربي):
أوقفوا هذه الهتافات في ساحة القصر،
فأنا أقدّم للأمير
هذا الأسير.

غيلان (بدهشة):
يا سماوات! ما هذا الذي أراه؟

أرتورو (بمزاح):
الشيطان يتدخّل لصالح أتباعه!

طالب:
يا مولاي، هذا النصراني،
جئنا به من المعركة،
هرب من العرائش،
وقد سلّم نفسه لنا.
يمكننا أن نستخلص منه معلومات
عن مدى استعداد النصارى
وما إذا كانوا قد اكتشفوا نواياك.

غيلان:
لدينا ما يكفي من الأسرى
للحصول على الأخبار،
لكن لا ضرر في الاستماع إلى هذا.

طالب:
سيدي، هو أشبه بالمهرّج،
بل هو "مُضحك" أكثر مما هو "أسير".

أرتورو (غاضبًا):
كاذب، سيدي! أقسم بقدّيس بطرس!

الكاتب الذي ألّف هذه الأبيات
لم يأكل قط الزبيب،
لأنهم لم يعطوه أي وجبة حقيقية.

غيلان (ساخرًا):
فاخبرني، كيف وصلت إلى هنا
إن كان ما يقدّمونه لك بهذه الكرامة؟

أرتورو:
لقد أعطوا الضباط كل شيء،
أما نحن الجنود، فأعطونا صفعة!

غيلان:
وماذا يحدث في العرائش؟
قل الحقيقة، وسأعطيك وعدًا
بأن أرسلك إلى إسبانيا فورًا.

أرتورو (يتنحنح):
فلتسمع، سيدي...
لقد تركت العرائش
بحثًا عن الحرية.
أقسم أن هذا هو السبب.
فكل نصراني هناك،
سجينٌ ومغلوبٌ على أمره،
ويحلم فقط بالخلاص.

غيلان:
تابع حديثك، أنا أُنصت.


🎭 أرتورو يبدأ شكواه الساخرة من الحامية الإسبانية

أرتورو:
أنا، يا سيدي، وُلدت في إسبانيا،
في قرية صغيرة من قشتالة.
كان أبي شيخًا فقيرًا
ربّى ستة أبناء،
وقد أثقلته الحياة
حتى سقط ميتًا في استراحة للعربات.

أمي كانت شابة، ليست قبيحة،
فرفعت أمرها للقس.
وكان هذا القسّ ضخمًا،
إن طلبنا خبزًا، أعطانا فخذ دجاجة كما يُعطى لكلب!

وحين رأيت أمي تتحمّل كل شيء،
قررت أن أهرب إلى "توليدو"،
لكنهم ألقوا القبض عليّ
وزجّوا بي في السجن،
ومن هناك نقلوني إلى "ميناء سانتا ماريا"،
ثم إلى العرائش.

ويا مولاي...
لقد أدخلوني إلى الجحيم ذاته!


🔥 وصف أرتورو لـ"جحيم العرائش"

كلّها نميمة وأكاذيب،
الضباط يضربون الجنود بلا سبب،
الكابتن يصمّ أذنه،
والحكومة تضحك علينا،
والمساكين لا يلقون سوى الأشغال الشاقة.

الجوع... العري... الحسد...
حتى أن هناك مئتي رجل نصفهم أعرج أو أعور،
لا مؤن، لا راحة،
شباب في العشرين والثلاثين
يفرّون طوعًا ليصبحوا عبيدًا لكم.

أرلاخا (متأثرة):
يا له من نبأ شجاع!

أرتورو:
وأنتِ يا سيدتي النورانية،
أضع نفسي خادمًا متواضعًا عند قدميك.

أرلاخا (مازحة):
لقد أصبح خادمًا لي!

أرتورو (بتهكّم):
وأنا لا زلت أدفع ثمن الخدمة من جيبي!

غيلان (ضاحكًا):
ستعيش في رعايتي.

أرتورو (ساخرًا):
يا له من عزاء مكلف!
أن أعيش في نعمتك
ثم يأخذني الشيطان إلى الجحيم معك!

🎭 خطاب غيلان الحربي أمام جنوده

غيلان (بحزم):
أيّها الجنود المغاربة الشجعان،
يا من درّبتكم المحن
وعلّمتكم المعارك،
دعونا نخرج صدورنا إلى مسرح الحرب،
ونطلق العنان لغضبنا
ولسيوفنا المشرعة،
فقد كانت قسوتي في الماضي
أقلّ من أن تُسمى عدلًا،
وأخطائي لم تكن كافية لتشفى بها الجراح.

أحد الجنود:
نحن نُصغي إليك بكل انتباه، سيدي.

غيلان:
إنه مشهد جديد في حياتي،
أيها الجنود الأبطال،
أبناء المريخ،
أنتم، الذين ترثون الحربَ
كما يرث الأبناءُ أملاكَهم،
أنتم، من كتبتم في سجلّات الموت
صفحاتٍ كثيرة
بحبرٍ من دماء الأعداء،
وعلى أوراقٍ من رمالٍ قاحلة،
وأقلامٍ من سيوفٍ لامعة.

أيّها الشجعان،
إن هذا المكان – العرائش
الذي يخصّنا نحن،
قد احتلّه الإسبان،
وجعلوا منه قلعة للإيمان الزائف.

لقد صمتنا كثيرًا،
لكن الصمت ليس حكمة الآن.

سنُهاجم،
سنقتلع هذا البُنيان العجوز،
هذه الشجرة اليابسة
التي لم تعد تثمر،
وسنقتلع تاجها الزائف،
ونزرع مكانه راية الهلال.


غيلان (يرفع صوته ويخاطب الشعب):
أيها المغاربة،
أيها الفرسان،
أيها المزارعون،
أيها الشباب في القرى،
استعدوا!
جهّزوا السلالم، والزوارق، والعتاد،
دع لا أحد يتخلّف!
حتى الأطفال، حتى الشيوخ،
الجميع يخرجون معي اليوم!

فإن نصَرني الله،
فإني أتعهد،
أن أبني من غنائم النصارى
مسجدًا عظيمًا
يكون قبلة للمؤمنين!


الجوقة (تهتف):
نعم، أيها الأمير الشجاع،
إلى السلاح، إلى العرائش!
نحن على يقين،
أنك ستكون ملكنا قريبًا،
بفضل الله ونصره!

🎭 المشهد: دخول الأسرى الإسبان بقيادة أرتورو إلى السجن

(يظهر مغربي يحمل عصًا، يصيح في الأسرى)
المغربي:
هيا، تحرّكوا أيها المسيحيون!
السجن في انتظاركم،
وهناك فقط
يمكنكم أن "تريحوا أنفسكم" من عذابكم!

أرتورو (يتذمّر وهو يسير):
رويدًا، رويدًا، أيها السيد المغربي،
كفاك عجلة!
لقد عانينا ما يكفي
لنفقد كل ذرة من الصبر!


🎙شكاوى الأسرى المسيحيين:

الأسير 1:
كيف وصلت إلى هذا المصير،
يا نفسي؟
محاطٌ بهذه الوحوش،
مقيّد بالسلاسل،
أعمل طوال النهار،
ولا آكل سوى الماء وبعض الخبز اليابس!

(يتأفف ويصرخ)
بل أي خبز!
إنه خبز لا ترضى به
حتى كلاب قريتي!

أرتورو:
لقد دخلنا جهنم
ظنًّا منا أننا سنصطاد سمكًا،
فوقعنا في المقلاة مباشرة!


الأسير 2 (ساخرًا):
لقد خدعني الشيطان!

أرتورو:
بل لا، يا صاح!
الشيطان لا يخدع أحدًا،
نحن نخدع أنفسنا!

الأسير 2 (بكرب):
ياليتني أطير من هنا إلى العرائش!

أرتورو:
بل لو كان الهروب سهلًا،
لكنت أول من حلق!


🎭 يظهر غيلان مجددًا:

غيلان (صارخًا):
ما هذه الشكاوى والهمسات؟
أحضِروا المشاعل،
دعونا نرى من هؤلاء!

(يُضاء المكان، ويُظهر الأسرى في حال يرثى لها)

غيلان (لأحد الأسرى):
قل لي، هل ارتددت عن دينك؟

الأسير:
أنا؟ أنا عبدٌ لما لا أملك...
ليس بيدي شيء!

غيلان (لأرتورو):
وأنت أيها الجريء،
ألم ترتدّ عن دينك بعد؟

أرتورو (بتهكّم):
حين تصبح أنت مسيحيًا،
أنا سأصبح مسلمًا!
أقسم بذلك!

غيلان (مغتاظًا):
لقد أغضبتني، أيها الوقح!

أحد الحاضرين (يحاول تهدئة الوضع):
لا تقتله، يا مولاي!

أرتورو (يمثل البراءة):
كل هذا لأنني متمسك بديني؟
أتريدني أن أسمّي نفسي "علي" أو "حمّة" أو "أشطف"؟
لا يا سيدي! اسمي أرتورو، وسأبقى أرتورو!


غيلان (بحنق ولكن إعجاب خفي):
ما أغربك!
رغم وقاحتك...
أجدني معجبًا بثباتك!

أرتورو (بتهكّم ساخر):
ثمن هذه "النعمة" عالٍ،
أن أعيش في رضاك،
ثم أُلقى معك في الجحيم!


🎭 يعلن غيلان مصير الأسرى:

غيلان:
خذوهم جميعًا إلى السجن!
افصلوهم عن بعضهم،
ولْيبقَ أرتورو معنا.

أرتورو (ساخرًا حتى في الوداع):
هل يوجد مرضعة تتكفّل بي؟
فأنا "مولود جديد" في هذا العالم!

🎭 المشهد: بين الحب والغيرة – غيلان، زليمة، وأرلاخا

غيلان (وهو يهمّ بالخروج بعد إعلان التعبئة):
ذهبتُ إلى تطوان،
وجبتُ الجبال،
رتّبت العتاد وخطط المعركة،
لكن قلبي
قلبي لا يزال هنا،
أين أنتِ، زليمة؟

(يدخل من باب، بينما تدخل زليمة من باب آخر)

غيلان (يخاطب "القدر"):
أيتها المصادفة الغادرة!
بسبب تقلباتكِ،
نزعتِ المسمار من عجلة الحظ،
وجعلتِ الأمير عبدًا،
والعبد سلطانًا!

زليمة (لنفسها):
يا قدرًا ذا وجهين،
كيف أرجو منك الأمل
وأنتِ تصنعين الخيانة
من قسوة الحنين؟
كيف أجني منك الشفاء
وأنتِ بذاتك تصنعين الجرح؟


🔥 مواجهة عاطفية بين غيلان وزليمة:

غيلان (غاضبًا):
بما أنك حرمتِني
من نور عيني زليمة،
سأنتقم من الظلم
بالسيف!

زليمة (تصرخ):
بل أنا من خُذلَ!
سأنتقم من قلبي المكسور
بالدم!

غيلان:
سأقتلكِ!

زليمة:
اقتلني إن شئت!
لكن اعلم أنك تقتلني
لأنني أحببتك بصدق.

غيلان (منهارًا):
لقد قتلتني بنظراتك،
بنيران صمتك،
بعذاب غيرتك

زليمة:
أنا التي تألمت،
أنا التي انتظرت
بينك وبين أرلاخا،
صرتُ ظلًّا في حكاية خيانة.


💔 زليمة تكشف الغدر:

زليمة:
ألم تعلم، أيها الأمير،
أن أبي – رحمه الله
حين مات،
أوصاني بك؟
أوصاني أن أكون زوجتك،
أن تكون ذراعيك سريري،
وحبك ملاذي

لكنك خذلتني،
سخرت من حبّي،
وتزوجت غيري،
مفضّلًا جسدًا على روح،
وظلًّا على قلبٍ ينبض لك!


غيلان (ينكسر):
كنتُ أظنّكِ مجرّد وهم،
لكن قلبي كان يعلم أنكِ الحقيقة.
كنت أخشى أن يكون حبّي لكِ خطيئة،
فأخفيته عن الجميع، حتى عنكِ
لكنني الآن،
لا أريد شيئًا في الدنيا سواكِ.


🕊مصالحة مفاجئة:

زليمة (تقترب منه، بدموع وعتاب):
إن كنتَ صادقًا
فدعنا ندفن هذا الكبرياء،
ولتكن ذراعيك سجني،
وليكن هذا الحبّ
منارةً تضيء ظلمة الحرب.

غيلان (ينحني على يدها):
فليشهد الله
أني ما أحببتُ سواكِ،
وأن عرشي ومجدي
لا يساوي رمشًا من عينيكِ.

🎭 المشهد الختامي من الفصل الأول – تعليق أرتورو

(يظهر أرتورو وهو يختبئ خلف عمود حديقة القصر)

أرتورو (بهمس):
أرى أن الملك بدأ يذوب في العشق!
ها هو غيلان، الذي كان قبل لحظات
يهدد أوروبا بالغزو،
قد ذاب الآن كشمعةٍ أمام زليمة!

(ينظر إلى السماء ويتمتم بسخرية)
أقسم بالله،
إننا في زمنٍ لا تعرف فيه
من سيحكم من!
زليمة تحكم غيلان،
غيلان يعلن الحرب باسم الحب،
وأنا
أنا هنا، خائف من أن يُطلب مني
أن أرتدّ عن ديني
كي أتزوج لبؤة من لبؤات المغرب!


🥴 تعليقات ساخرة:

أرتورو (ضاحكًا بمرارة):
قالوا لي: اهرب من العرائش!
قلت: لأجل الحرية، سأفعل!
لكنني لم أكن أعلم
أنني سأقع بين يدي رجلٍ
أقسى من القبطان،
وأحبُّ لامرأتين في نفس الوقت!


(يتقدّم غيلان نحوه فجأة)

غيلان (بوقار):
أرتورو
اقترب، نريد أن نكمل الحديث.

أرتورو (يرتبك، ثم يتمتم):
آه، لا بد أنه نسي أنه عفا عني
ربما سيتراجع،
ربما سيطلب مني الآن أن أرتدّ،
وإلا فالعصا بانتظاري!

غيلان:
اقترب، ولا تخف.

أرتورو (لنفسه):
أقترب؟!
وهل الحطب يقترب من النار؟
آهٍ من قلبي
لو أن لي جناحي دجاجة،
لطرْتُ من هنا إلى العرائش،
ولو كانت العرائش هي الجحيم ذاته!


🎭 النهاية الساخرة:

غيلان (بصوت رصين):
أرتورو،
أنت لم ترتدّ بعد، صحيح؟

أرتورو (بثقة ساخرة):
حين تصبح أنت راهبًا في الدير،
سأفكّر أنا في دخول المسجد!

غيلان (يضحك):
أنت تملك لسانًا أطول من سيفك!

أرتورو:
لكنه أكثر نفعًا
فهو أنقذني من الذبح مرّتين حتى الآن!


 

🎭 الفصل الثاني – المشهد الأول

🕌 المشهد في العرائش، داخل مقر القيادة الإسبانية

(يدخل القائد الإسباني دون خوان البرادو، غاضبًا، يتبعه الرقيب سالثيدو ومعاونون)

البرادو (بصوت حاد):
ما هذه الفوضى؟
أين الجنود؟
لماذا هذا التراخي؟
ألم نُحاصر؟
ألم يبلغكم أن غيلان
قد أعلن الحرب علينا؟
أيها الكسالى!
أنتم لا تصلحون إلا لاحتساء الخمر في الحانات
والنوم تحت الأعلام!


سالـثيدو:
سيدي، العساكر خائفون،
المؤونة شحيحة،
والكثيرون يفرّون ليلًا،
بل إن هناك من يبيع الذخيرة
لسكان المدينة سرا!


البرادو (بغضب أكبر):
بالدم والنار نحكم!
من يهرب… يُشنق.
من يبيع… يُعدم.
من يتراخى… يُجلد.
أعِدوا النظام،
فإن العرائش لن تسقط
إلا فوق جثثنا!


(يدخل أحد الجنود مهرولًا)

الجندي:
سيدي!
خبر عاجل:
قوات غيلان تتقدّم من الجبال،
آلافٌ كأنهم أمواج البحر،
ومعهم مدافع وسلالم
إنهم يزحفون علينا كالجراد!


البرادو:
إذن فليسمعني الجميع
استعدوا للحصار.
ليكن كل شارع كمينًا،
وكل بيت قلعة.
وليُعلن النفير العام،
ولْيُغلق الميناء،
ولا أحد يدخل ولا يخرج،
حتى نُعلم العالم
كيف يموت الإسبان واقفين!


💣 التوتر يرتفع داخل المعسكر الإسباني...

سالـثيدو (بهمس):
سيدي...
الجنود لا يثقون في النصر،
والمؤن تنفد،
والماء ملوث،
والأمراض تتفشّى...
الناس يموتون في الظلام،
قبل أن يصل إليهم سيف المغربي!


البرادو (بأسى حاد):
وماذا تريدني أن أفعل؟
أن أرفع راية بيضاء؟
أن أطلب الرحمة من بدوي؟
لن يحدث هذا ما حييت!
العرائش
ليست للبيع،
وليست للاستسلام!

🎭 الفصل الثاني – المشهد الثاني

🏰 المشهد في قصر غيلان – رواق داخلي، تظهر أرلاخا برفقة خادمتها

أرلاخا (بصوت خافت):
اقتربي، يا خادمتي،
فما سأقوله لكِ
ليس للأذان العابرة،
ولا للألسنة الفضولية.

لقد ضاق صدري من صخب الحرب،
ومن غيرة زليمة،
ومن قسوة غيلان الذي نسي أنني زوجته
وبدأ يميل بقلبه إلى الأخرى!


الخادمة:
سيدتي، ماذا تفكرين؟

أرلاخا:
أفكر في أن أكون
من تقلب المعركة لصالحها،
فإن كان غيلان لا يراني سوى ظلّ،
فسأجعل هذا الظلّ
يبتلع ضوءه.


الخادمة (بدهشة):
أتقصدين... الخيانة؟

أرلاخا (بهدوء مريب):
بل أسميها "توازنًا" يا عزيزتي.
وما سأفعله ليس خيانة،
بل تصحيحٌ لمعادلةٍ ظالمة.
سأرسل رسالة
إلى داخل العرائش،
لكن لا بيدي.


📜 تدخل أرتورو

أرتورو (يظهر وهو يتنحنح):
استدعيتِني، سيدتي؟

أرلاخا (بابتسامة ناعمة):
اقترب، أيها الإسباني الطريف.
أخبرني
أما زلت تحنّ إلى العرائش؟

أرتورو (بذكاء):
أحيانًا
حين أتذكّر سوء الطعام هنا،
و"ضرب العصا" المغربي!


أرلاخا (تضحك):
ليكن بيننا صفقة،
أريدك أن تحمل هذه الرسالة،
إلى داخل مدينتك القديمة،
إلى القائد البرادو.

أرتورو (يضحك ثم يتوقف فجأة):
لحظة
هل أنا جاسوس الآن؟
هل سأذهب إلى فمي التنّين
حاملًا رسالة من "زوجة السلطان"؟
وماذا لو أمسك بي جندي مغربي؟
سيقولون: ها هو الخنزير النصراني
الذي يخون مضيفيه!


أرلاخا (بصوت حازم ومغري في آن):
أنت لا تخون أحدًا
أنت تؤدي مهمة شريفة،
ولك مقابلها:
حريتك.
نقود.
سفينة إلى إسبانيا
وحياتي في حمايتك إن بقيت.


أرتورو (بعد صمت):
سيدتي
إن كنتِ تخونين زوجك،
فمن ذا يحميني من خيانة مثلكِ لي؟

أرلاخا (بهدوء قاتل):
اذهب
أنت الآن تعرف الكثير،
إما أن توصل الرسالة،
أو أرسل رأسك إليها في صندوق!

🎭 الفصل الثاني – المشهد الثالث

🛡ساحة عسكرية خارج العرائش – يظهر غيلان على رأس جيشه، يحيط به القادة المغاربة

غيلان (بصوت جهوري):
أيها القادة،
لقد اكتملت الصفوف،
وتجمّع الرجال من الجبال،
من القصر الكبير،
من تطوان،
بل ومن بوادي الجنوب!
ها نحن اليوم،
نقف على أعتاب العرائش،
كأننا موجة بحرٍ عظيمة،
جاهزة لابتلاع صخرةٍ مغرورة.


القائد المغربي 1:
سيدي،
الرجال مستعدون،
يحملون السيوف فوق الأكتاف،
والإيمان في الصدور.

القائد المغربي 2:
والمجانيق نُصبت،
والنار تنتظر الإذن.


خطبة التعبئة الحاسمة:

غيلان:
أيها الشجعان،
لا تنظروا إلى العرائش كجدار حجري،
بل كعارٍ يجب محوه،
كندبةٍ على جبين الإسلام.

أسمعُ من بين أزقتها
صراخ نسائنا،
أنين أسرانا،
ورائحة خيانةٍ استوطنتها سنين طويلة!

اليوم،
إما النصر
وإما المجد في الموت.


القائد المغربي 3:
مولاي،
الناس تهتف باسمك،
والجند يطالبون بالإذن للهجوم!

غيلان (يرفع سيفه عاليًا):
إذن
اضربوا الطبول!
ليبدأ الزحف!
لتكن هذه الليلة
هي بداية سقوط الصليب،
وارتفاع راية الهلال من جديد!


(الجنود يهتفون، وتُسمع أصوات طبول الحرب والمدافع تُجهز)

القادة بصوت جماعي:
الله أكبر!
إلى العرائش!
إلى النصر!

🎭 الفصل الثاني – المشهد الرابع

🏰 داخل حصن القيادة في العرائش – غرفة مضاءة بالشمع – يظهر القائد البرادو مع الرقيب سالثيدو

سالـثيدو (يُدخل رسولًا):
سيدي القائد،
وصلنا هذا الغريب عند بوابة الحصن،
يحمل رسالة مختومة
قال إنها من جهة نبيلة.

البرادو (يتجهز بحذر):
دعوني أقرأها
أعطني إياها.


📜 يقرأ البرادو رسالة أرلاخا

*"إلى دون خوان البرادو، قائد العرائش،
من امرأة في قلب العدو،
لا تذكر اسمي،
ولا تبحث عني.

اعلم أن غيلان سيهجم الليلة،
قبل طلوع الفجر.
سيبدأ بقصف الأسوار الغربية،
ثم يتقدّم من البوابة الجنوبية.

جهّز رجالك،
ولا تُظهر أي ارتباك.

النصر ليس بعيدًا،
والخيانة أقرب مما تتصور."*


البرادو (بصوت مذهول):
من تكون هذه المرأة؟
أهي خائنة
أم مُنقذة؟
أهي جاسوسة
أم ملاك حارس؟


سالـثيدو (بشكّ):
هل نثق بما جاء في الرسالة؟
قد تكون خدعة لجعلنا نحشد الجنود غربًا،
ثم يهاجمونا من الشرق!


البرادو (بثقة):
لا
هذه الكلمات ليست من حبر رجل،
بل من نار قلب امرأة
امرأة تعرف ما تقول،
وتُخاطر بحياتها لتُنقذنا.

سنُعدّ كمينًا خلف الأسوار الغربية،
ونترك بعض الوحدات في الجنوب.


التعليمات العسكرية:

البرادو:
أرسلوا قناصة إلى الأبراج،
جهّزوا الزيت المغلي،
واستدعوا النُشّاب.
الليلة
لن نسقط.
بل سنصمد،
وسنصنع من العرائش درسًا
يُتلى في كتب التاريخ!

🎭 الفصل الثالث – المشهد الأول

🌑 الليل في أطراف العرائش – المشهد يعجّ بأصوات الجنود وهم يتقدّمون تحت غطاء الظلام

غيلان (يهمس للقادة):
الساعة الثالثة بعد منتصف الليل
الكل نائم داخل الأسوار
القمر اختبأ خلف الغيوم
الوقت مثالي للهجوم.

القائد المغربي 1:
رجالنا في مواقعهم،
المجانيق موجهة،
والسلالم نُصبت على الجدار الغربي.


💥 بداية الهجوم

غيلان (بصوت جهوري):
اضربوا الطبول!
ارفعوا راية الهلال!
اقتحموا أسوار العرائش!

(تبدأ الطبول، ويُسمع دويّ القنابل والسهام وصراخ الجنود)

الجنود المغاربة:
الله أكبر!
إلى الأمام!
العرائش لنا!


🎭 المشهد الثاني – داخل المدينة – كمين مفاجئ

البرادو (يصرخ وسط الظلام):
الآن!
أغلقوا البوابة!
اطلقوا السهام من الأبراج!
اسكبوا الزيت المغلي!

(يُفاجأ جنود غيلان بنيران من كل الجهات – يعلو الصراخ والارتباك)

القائد المغربي 2 (يصرخ):
خيانة!
لقد كانوا يعلمون!

غيلان (مذهولًا):
مستحيل!
من أخبرهم؟
من خاننا؟


أحد القادة (يهمس له):
ربما من داخل القصر، سيدي
ربما من كانت بين ذراعيك ليلة الأمس


💔 غيلان يدرك الخيانة

غيلان (بصوت منهار):
أرلاخا…؟
أم أنكِ زليمة؟
من منكنّ خانتني؟
من باعت روحي للعدو؟


🎭 المشهد الثالث – داخل القصر – مواجهة مع أرلاخا

غيلان (يقتحم القاعة، وجهه مغبرّ وملابسه ممزقة من المعركة)
أرلاخا (هادئة، تنظر إليه بعيون ثابتة)

غيلان:
أكنتِ أنتِ؟
أنتِ من أرسلتِ الرسالة؟
أنتِ من دفعتِ البرادو للصمود؟

أرلاخا (بلا ندم):
نعم
لأني أحببتك أكثر مما أحببتَ نفسك.
وأردت أن أريك
أنك لا تُهزم من العدو
بل من غرورك.


غيلان (ينهار):
أيها الحب
يا خنجرًا مغروسًا في القلب!
قتلتِ فيّ القائد،
وتركتِ لي رجلاً مهزومًا.


🎭 المشهد الأخير – النهاية الساخرة

(يظهر أرتورو من جديد، حيّ يُرزق، يراقب كل شيء)

أرتورو (ساخرًا):
ها هو الحب
يطيح بالجيوش،
وها هو الكبرياء
يُغرق السفن قبل أن تبحر!

البرادو (من أعلى السور):
انسحبوا يا مغاربة!
العرائش لا تسقط الليلة!


🏁 النهاية

غيلان (ينهار جالسًا على الأرض):
لقد خسرت الحرب
وخسرت قلبي
والآن، حتى اسمي
لن يُكتب في كتاب النصر،
بل في دفتر الهزيمة.

أرتورو (ينظر للجمهور، بابتسامة ساخرة):
وها أنا ذا
عدت إلى حيث بدأت
مجنونًا في مدينةٍ مجنونة،
أعيش لأروي الحكاية
أعمال العرائش
وحماقات غيلان!

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire