vendredi 13 novembre 2009

El “Zoco Chico”




























### 1. مقدمة

يُعتبر *السوق الصغير* في العرائش أحد أبرز المعالم التاريخية في المدينة، إذ يتمتع بجاذبية ثقافية ومعمارية تعكس تاريخاً غنياً يعود إلى عدة قرون. يقع هذا السوق في قلب المدينة العتيقة، بالقرب من ساحة التحرير، ويُعدّ رمزاً يعكس الروح النابضة للحياة المحلية والمكانة التاريخية للعرائش كميناء حيوي على الساحل الأطلسي. بفضل موقعه الاستراتيجي، كان *السوق الصغير* نقطة تجمع للتجار والزوار من مختلف المناطق، ما أسهم في جعله مركزاً للأنشطة التجارية والثقافية والاجتماعية على مر العصور.

السوق الصغير ليس مجرد مكان للتسوق، بل هو أيضاً نافذة على عادات وتقاليد السكان المحليين، إذ يحتضن مزيجاً من الأصالة والمعاصرة ويقدم للزوار تجربة فريدة لاستكشاف نمط الحياة المحلي من خلال التنقل بين أزقته الضيقة والمتعرجة. وتشكل هذه الأزقة معماراً متفرداً يحتوي على عناصر هندسية إسبانية وأندلسية، مما يضفي على المكان رونقاً خاصاً ويجعل من زيارته تجربة تأخذ الزوار في رحلة عبر الزمن.

لقد كانت العرائش، بموقعها الجغرافي القريب من أوروبا، مركزاً للعديد من التبادلات الثقافية والتجارية، ومع فترة الحماية الإسبانية، ازدادت أهمية السوق الصغير ليصبح ملتقى ثقافياً يجمع بين تأثيرات مختلفة. لا يزال السوق يلعب هذا الدور اليوم، حيث يتوافد السكان المحليون والزوار للتجول بين متاجره الصغيرة التي تعرض منتجات تقليدية تمثل الهوية المغربية والأندلسية المتوارثة.

بهذا، فإن *السوق الصغير* ليس فقط شاهداً على التاريخ، بل أيضاً مكان حيّ يعكس التفاعل بين الماضي والحاضر، 
ويُعتبر وجهة مثالية لمن يرغب في استكشاف جوهر العرائش وأصالتها.

### 2. الخلفية التاريخية

يعود تاريخ *السوق الصغير* في العرائش إلى العصور القديمة، حيث كان هذا الموقع جزءاً من المكونات الأساسية التي شكلت الحياة التجارية والاجتماعية للمدينة. بفضل موقع العرائش على الساحل الأطلسي قرب مصب نهر اللكوس، كانت المدينة منذ القرون الوسطى ملتقى للتجارة والثقافة بين شمال إفريقيا وأوروبا، ما جعل *السوق الصغير* يلعب دوراً محورياً في التجارة المحلية والإقليمية.

#### مرحلة الازدهار في العهد الإسلامي

في فترة الحكم الإسلامي، تطورت العرائش لتصبح مدينة مزدهرة وذات أهمية استراتيجية. نشأت الأسواق فيها كوحدات تجارية مترابطة تخدم السكان المحليين والتجار الوافدين من مناطق أخرى. وكان *السوق الصغير* من الأسواق الحيوية .التي توفر احتياجات أهل المدينة وتعرض مختلف البضائع
تم إنشاء السوق الصغير بالعرائش بأمر من السلطان العلوي سيدي محمد بن عبد الله في القرن الثامن عشر، وتحديداً في العام 1765م، وهو العام الذي حقق فيه المغاربة نصراً تاريخياً على الفرنسيين في المعركة البحرية الشهيرة بالعرائش في 27 يونيو. يأتي هذا المشروع ضمن جهود السلطان لتعزيز مكانة المدينة وتطويرها، حيث أراد إنشاء سوق يعكس الحرف اليدوية المحلية والتجارة المزدهرة. وقد تم وقف السوق على المسجد الأعظم (الجامع الكبير) الموجود في قلب المدينة، مما يعكس العلاقة الوثيقة بين الحياة التجارية والعبادات في المجتمع المحلي. يُعتبر السوق الصغير مثالاً حياً على الروح التجارية للمدينة، وهو يجسد التفاعل بين التاريخ والعمارة، حيث يظل شاهداً على فترة من الفخر والانتصار الوطني. 

هذا المشروع لم يكن مجرد إنشاء مرفق تجاري، بل كان خطوة استراتيجية لتعزيز الهوية الثقافية والاجتماعية للمدينة، مما يضيف قيمة تاريخية كبيرة للسوق ويجعله مركزاً نابضاً بالحياة حتى يومنا هذا.
تم بناء السوق الصغير في العرائش على الطراز الكلاسيكي الحديث "Néoclassique"، ويظهر هذا الطابع المعماري بشكل واضح من خلال تصميمه المتناغم وأقواسه المزخرفة التي تعكس روح العمارة الأوروبية في تلك الحقبة. ومن اللافت أن السلطان العلوي سيدي محمد بن عبد الله، الذي كان منفتحاً على التطورات المعمارية الحديثة، أمر ببناء مدينة الصويرة في نفس السنة التي بُني فيها السوق الصغير، حيث تم تشييدها أيضاً على النمط الأوروبي وفق قواعد التحصين التي وضعها المهندس العسكري الفرنسي المارشال فوبان "Vauban". قام المهندس الفرنسي بيير كورنو "Pierre Cornut"، الذي عُين لاحقاً وزيراً للسلطان، بالإشراف على تخطيط الصويرة وفقاً لهذا الطراز المحصن. ويُفسر هذا التشابه الكبير بين السوق الصغير بالعرائش وسوق الصويرة، حيث يتجلى فيهما نفس النمط المعماري الأوروبي المختلط مع العناصر المغربية، مما يجعل كلا المعلمين تحفةً معمارية تعكس تبادل التأثيرات الثقافية في تلك الحقبة. 

#### الحقبة الإسبانية وتغيير الطابع المعماري

في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، ومع توقيع معاهدة الحماية الإسبانية على شمال المغرب، شهدت العرائش تطورات معمارية وإدارية شاملة. *السوق الصغير*، كغيره من معالم المدينة، تأثر بالتصاميم المعمارية الإسبانية التي جاءت بطابع حداثي، مما جعل هذه الأسواق جزءاً من البنية الحضرية الجديدة. خلال هذه الفترة، أُضيفت إليه عناصر معمارية مثل الأقواس والطرقات الحجرية، مما أكسبه طابعاً مميزاً يجمع بين الأصالة المغربية والتأثيرات الإسبانية الأندلسية.

#### السوق في حقبة الاستقلال

مع نيل المغرب استقلاله في منتصف القرن العشرين، استمر *السوق الصغير* في العرائش كونه مركزاً تجارياً واجتماعياً، غير أن دوره أخذ يتغير مع تحولات الزمن. حافظ على أهميته، حيث أصبح المكان رمزاً للذاكرة الثقافية والتاريخية للمدينة. لم يكن السوق مجرد فضاء تجاري بل كان يُستخدم أيضاً كموقع للتجمعات الشعبية والمناسبات الثقافية، ما يعكس الأهمية الاجتماعية التي أُضيفت إلى قيمته التجارية.

#### السوق اليوم: ذاكرة حية

في الوقت الحاضر، يُعتبر *السوق الصغير* جزءاً لا يتجزأ من التراث الثقافي للعرائش، حيث يُقصده السياح والسكان المحليون للاستمتاع بالأجواء التقليدية والتفاعل مع بائعي المنتجات التقليدية والتحف. المكان يشكل ذاكرة حية تحافظ على التقاليد والعادات المحلية، ويعكس تطور المدينة عبر العصور المختلفة، من العهد الإسلامي إلى الاستعمار الإسباني وصولاً إلى الاستقلال.

*السوق الصغير* في العرائش هو شاهد على تاريخ طويل ومعقد، يعبر عن التحولات الاجتماعية والثقافية التي شهدتها المدينة ويجمع بين تأثيرات عدة حقب، ليظل بذلك رمزاً متجدداً للتراث المغربي الغني والمتنوع.



### 3. الهندسة المعمارية

يتميز *السوق الصغير* في العرائش بطابع معماري يجمع بين الأسلوب الإسباني التقليدي واللمسات المغربية الأندلسية، مما يعكس التأثيرات التي تركتها حقبة الحماية الإسبانية على المدينة. أسلوب البناء في هذا السوق يتميز باستخدام الأقواس والطرقات المرصوفة، وهو نمط يجسد التناغم بين التقاليد المغربية والعناصر المعمارية التي جلبتها السلطات الإسبانية عند إعادة تنظيم البنية التحتية للمدينة. يتخذ السوق شكلاً منفتحاً على عدة محاور، ما يسهل حركة التجار والزوار، ويتيح تدفق الهواء والضوء الطبيعي.

#### الأقواس والزخارف المميزة

الأقواس هي أحد أبرز العناصر المعمارية في *السوق الصغير*، حيث تضفي مظهراً فريداً يتيح للزائرين المرور تحتها بينما يتمتعون بتفاصيل الزخارف الأندلسية التي تزينها. هذه الأقواس صُممت بأسلوب يعكس تأثيرات المعمار الأندلسي، باستخدام أشكال مقوسة ومنحنية تضيف بعداً جمالياً ووظيفياً. تتوزع الأقواس على مداخل المحلات التجارية وعلى واجهات المباني التي تُطِلّ على السوق، مما يعزز من جمالية المكان ويمنح السوق طابعاً كلاسيكياً جذاباً.

#### المرافق المعمارية

بجانب المحلات التجارية، يتضمن *السوق الصغير* مرافق معمارية تاريخية تضيف إلى قيمته الثقافية، مثل المدرسة القديمة التي كانت تشكل جزءاً من التقاليد التعليمية في العرائش. المدرسة، أصبحت مع مرور الزمن جزءاً من ثقافة السوق، حيث كانت تستقطب الطلاب والمعلمين، مما جعلها مركزاً للمعرفة والتفاعل الاجتماعي.

#### المباني المحيطة: المساجد والأضرحة

حول *السوق الصغير* تنتشر عدة مبانٍ تعكس الطابع المحلي والديني للعرائش، أبرزها جامع الزاوية النصيرية. المسجد، الذي يعتبر من الأماكن الدينية المهمة في المدينة، يجسد التراث الإسلامي للمكان ويضفي قدسية وروحانية على الأجواء المحيطة بالسوق. بالإضافة إلى المسجد، توجد أضرحة أخرى تحيط بالسوق، وهي تذكير بالأصالة والروحانية التي تربط المكان بجذوره التاريخية والدينية. تعزز هذه المباني المحيطة هوية *السوق الصغير* وتجعله مكاناً يعيش فيه التاريخ وتتجلى فيه التقاليد المتجذرة.

تشكّل هذه العناصر مجتمعة لوحة فنية تعبر عن مزيج من العمارة الإسبانية والمغربية، وتجعل من *السوق الصغير* في العرائش ليس فقط مركزاً للتسوق، بل وجهة ثقافية غنية تجسد تاريخ المدينة وعمقها التراثي.


### 4. الأهمية الاجتماعية والثقافية

*السوق الصغير* يلعب دوراً مهماً في حياة سكان العرائش، فهو أكثر من مجرد مكان للتجارة، بل يعد ملتقى اجتماعياً يعزز الروابط بين أهل المدينة ويشجع على التفاعل اليومي. يعتبر السوق مكاناً يلتقي فيه التجار والسكان المحليون للتبادل التجاري والثقافي، حيث يجتمع الناس يومياً للتسوق أو لمجرد اللقاء والتحدث. بهذه الطريقة، يسهم السوق في تعزيز الانتماء المجتمعي ويقوي العلاقات الاجتماعية، كونه مساحة عامة يتفاعل فيها الناس بشكل دائم.

#### السلع التي تُباع في السوق وانعكاسها على التراث المحلي

يضم *السوق الصغير* مجموعة متنوعة من السلع التي تعكس جوانب من الثقافة المحلية والتراث المغربي العريق. من أبرز هذه السلع الأقمشة المزركشة بالألوان التقليدية، والتي تشكل عنصراً أساسياً في صناعة الملابس المحلية، بالإضافة إلى الملابس المستعملة التي تجذب السكان الباحثين عن الجودة بأسعار معقولة. كما يتميز السوق ببيع المجوهرات التقليدية التي تصنعها أيدي حرفيين مهرة، والتي تُعد رمزاً للأناقة والتراث، حيث تُزيّن بحلي ونقوش مستوحاة من الفن الأندلسي. إضافةً إلى ذلك، تباع التحف اليدوية والتحف الأثرية التي تعكس فنون وحرف المنطقة، وتجذب السياح الباحثين عن هدايا تذكارية أصيلة.

هذه السلع تعبر عن هوية العرائش وتاريخها، حيث تجسد الثقافة المحلية وتربط الحاضر بالماضي. فالأقمشة والأزياء الشعبية، على سبيل المثال، تحمل أنماطاً تعبر عن تراث المدينة، بينما تُعدّ المجوهرات والتحف وسيلة للحفاظ على الحرف اليدوية التقليدية.

#### السوق كمكان حيوي في الحياة اليومية

يشكل *السوق الصغير* جزءاً أساسياً من الحياة اليومية لأبناء العرائش، حيث يعتمدون عليه لتلبية احتياجاتهم المنزلية، كما يعتبرونه وجهة يومية للتجمع والتواصل. فالسوق، بأجوائه التقليدية، يتيح للسكان الفرصة للتفاعل الاجتماعي من خلال لقاء الأقارب والأصدقاء أثناء التسوق، ما يجعله ليس مجرد مكان اقتصادي، بل مركزاً ثقافياً واجتماعياً حيوياً. يجمع السوق بين الفئات العمرية المختلفة، ويخلق نوعاً من الانسجام الاجتماعي، إذ يتواصل الكبار والشباب والأطفال في جو من الألفة والمودة، ما يعزز من قوة الروابط المجتمعية.

في النهاية، يمثل *السوق الصغير* في العرائش أكثر من مجرد سوق تقليدي، فهو فضاء ينبض بالحياة يعكس تاريخ المدينة، ويربط الحاضر بالماضي، مما يجعله عنصراً حيوياً في الثقافة المحلية والموروث الشعبي.


### 5. القيمة السياحية

يُعد *السوق الصغير* وجهة سياحية جذابة في العرائش، إذ يجذب الزوار من داخل المغرب وخارجه الذين يتطلعون لاكتشاف التراث الثقافي للمغرب والأجواء التقليدية للمدينة القديمة. يتميز السوق بطابعه الأصيل الذي يعكس التاريخ المعماري والفني للمدينة، مما يجعله مكاناً مميزاً يستقطب محبي الثقافة والتراث والباحثين عن تجربة أصيلة بعيداً عن الوجهات السياحية التقليدية.

#### الأنشطة التي يمكن للزوار القيام بها

يمكن للزوار الانغماس في أجواء السوق عبر مجموعة من الأنشطة التي تعكس عمق الثقافة المحلية. من أبرز هذه الأنشطة التجول في الأزقة القديمة التي تمتاز بتصميماتها المعمارية التقليدية والمباني العتيقة. تضفي الأزقة المتعرجة طابعاً خاصاً على السوق، حيث تخلق تجربة فريدة تحاكي أجواء الماضي، وتتيح للزوار فرصة الاستمتاع بالمشاهد اليومية للسكان المحليين الذين يعرضون بضائعهم ويمارسون حياتهم اليومية.

التسوق من المحلات التقليدية هو نشاط آخر يجذب الزوار، حيث يمكنهم شراء منتجات محلية تشمل الأقمشة التقليدية، المجوهرات المصنوعة يدوياً، والمنتجات اليدوية التي تبرز مهارات الحرفيين المحليين. هذه المنتجات تحمل لمسات مغربية وأندلسية تجعلها مثالية للهدايا التذكارية، كما تعكس الثقافة العميقة للمنطقة.

كما يشكّل *السوق الصغير* موقعاً مثالياً لمحبي التصوير الفوتوغرافي، حيث يمكنهم التقاط صور خلابة للمباني العتيقة، والأزقة الضيقة، والأقواس المزينة بالزخارف الأندلسية. هذه العناصر تشكل خلفية فوتوغرافية فريدة تخلّد لحظات زيارة العرائش وتبرز جمال طرازها المعماري التاريخي.

#### السوق كنافذة على تاريخ المدينة وثقافتها

يُعد *السوق الصغير* بوابة مفتوحة لاكتشافات ثقافية تعكس تاريخ العرائش وامتدادها الحضاري. يمثل كل ركن في السوق جزءاً من قصة تاريخية، فالأقواس والأبواب تعكس الطابع الأندلسي، وأسواقه تعبر عن روح التجارة القديمة في المدينة. يمكن للزوار استكشاف الزوايا المختلفة من السوق ليغوصوا في عالم من التراث الممزوج بلمسات الحداثة. من خلال السير بين أزقته، يمكنهم استشعار عراقة المكان واكتساب فهم أعمق للحياة اليومية في العرائش عبر العصور المختلفة.

وبهذا، لا يُعتبر *السوق الصغير* مجرد سوق تقليدي بل محطة سياحية تُغني تجربة الزائر وتفتح له نافذة على تاريخ المدينة وثقافتها.

### 6. التحديات وضرورة الحماية

يواجه *السوق الصغير* في العرائش عدة تحديات تتطلب جهوداً مستمرة للحفاظ على هذا المعلم التراثي الذي يعكس تاريخ وثقافة المدينة. مع مرور الزمن وتعرض السوق للعوامل الطبيعية والاستخدام المستمر، بدأت مبانيه القديمة بالتآكل مما يهدد سلامتها وأصالتها. يمثل هذا تحدياً كبيراً، خاصة أن صيانة السوق وإعادة تأهيل بنيته التحتية ضروريان للحفاظ على قيمته التاريخية والثقافية.

#### التحديات المتعلقة بالصيانة والبنية التحتية

من أبرز التحديات التي تواجه *السوق الصغير* الحاجة الملحّة إلى صيانة مبانيه القديمة وترميم واجهاته المتآكلة، حيث تعرضت العديد من الأسطح والأقواس للتدهور بفعل عوامل الزمن والطقس. كما أن البنية التحتية للسوق تتطلب تحسينات تجعلها مناسبة لزيادة أعداد الزوار وتحسين وسائل الراحة للمتسوقين والتجار. إن هذا الاهتمام لا يتطلب فقط جهوداً مادية، بل كذلك وعياً مجتمعياً يقدر قيمة السوق ويحرص على الحفاظ عليه.

تشمل التحديات أيضاً ضرورة تنظيم السوق من حيث البنية التنظيمية، فعدم وجود نظام جيد لتنظيم المتاجر والحفاظ على نظافة الأزقة يؤثر على جاذبية السوق. بالإضافة إلى ذلك، يواجه السوق تحديات اقتصادية مرتبطة بتراجع الاهتمام من قِبل بعض السكان المحليين، مما يعرض السوق لخطر فقدان دوره الاقتصادي والاجتماعي تدريجياً.

#### مناشدة للحفاظ على السوق كتراث ثقافي

من هنا تأتي ضرورة التوجه للجهات المحلية والهيئات المعنية بالتراث للتدخل وتخصيص موارد لترميم *السوق الصغير* وحمايته. إن حماية هذا السوق ليس مجرد مسألة جمالية، بل هو حفاظ على إرث ثقافي وتراثي لا يقدر بثمن. فهو ليس فقط مركزاً تجارياً بل يمثل جزءاً من الهوية التاريخية للمدينة وروحها الحية التي تستقطب الزوار والمقيمين على حد سواء.

يجب على السلطات المحلية إيلاء الاهتمام اللازم لتطوير خطة شاملة للحفاظ على *السوق الصغير*، بما يشمل صيانة المباني، تحسين البنية التحتية، وتنظيم الفضاءات التجارية. كما أن تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية السوق سيدعم الجهود المبذولة لحمايته، مما يجعل السكان المحليين أنفسهم حراساً لهذا المعلم.

### 7. خاتمة

يظل *السوق الصغير* في العرائش أكثر من مجرد سوق تقليدي، فهو رمز عميق لتاريخ المدينة وشاهد حي على تفاصيل حياة أهلها عبر العصور. بفضل طرازه المعماري الفريد، وأزقته التي تعبق بأصالة الماضي، والسلع التي تعكس التراث الثقافي العريق، يجسد *السوق الصغير* ترابطاً وثيقاً بين الأجيال وعراقة العرائش. إنه بمثابة متحف حي يتجول فيه الزائرون ويتنفسون عبق التاريخ، مستمتعين بملامح المكان ودفء تفاعلهم مع السكان المحليين.

من هنا، تُوجّه دعوة للزوار لاستكشاف سحر هذا السوق والانغماس في أجوائه، والتفاعل مع أهالي العرائش للتعرف عن قرب على قصصهم، وتجاربهم، وحكاياتهم عن هذا المكان. زيارة *السوق الصغير* ليست مجرد رحلة تسوق، بل هي تجربة تتيح للزائر أن يستوعب قيمة التراث ويستشعر روح المدينة التي تتجلى في كل زاوية من زواياه.





1 commentaire:

  1. has hecho un buen trabajo,buenos comentarios, importante,no hay que compararla con larache de hoy ,que es un desastre total.(youness boussouf)

    RépondreSupprimer